وقعت غزوة "أحد"١ في شهر شوال من السنة الثالثة: بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بواحد وثلاثين شهرًا، وبعد غزوة "بدر" بثلاثة عشر شهرًا، وقد استخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه، ونسبة الغزوة إلى "أحد" نسبة للمكان الذي حدثت فيه، وهي من الغزوات المليئة بالدروس، والعبر، التي لا بد منها لحركة الحياة السليمة، وكان عدوان قريش على المسلمين في المدينة سببًا لفرض الجهاد لمقاتلة المعتدي، وصده عن العدوان، وهي المرحلة الثالثة في تشريع الجهاد.
وقد وقعت غزوة "أحد" في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة بالإجماع إلا أنهم اختلفوا في يومها فذكر البعض أنها كانت في اليوم السابع، والبعض ذكر أنها كانت في اليوم الحادي عشر وآخرون ذكروا أنها كانت في اليوم الخامس عشر.
والإحاطة بالغزوة تحتاج إلى دراسة الموضوعات التالية:
١ "أحد" جبل مشهور يقع على بعد خمسة أميال من المدينة، وسمي بذلك لظهوره جبلا واحدًا، منقطعًا عن جبال أخر موجودة قريبًا منه، ويقال له: ذو عينين بكسر العين, وفتحها مثنى عين.