للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: الاستقرار في المدينة]

[مدخل]

...

[المبحث الثاني: الاستقرار في المدينة]

مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قباء حتى صلى الجمعة في بني سالم بن عوف، وبعدها واصل رحلته إلى المدينة التي نورت بهجرته صلى الله عليه وسلم إليها.

وقد حزن بنو عوف لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم تصوروه هاجر إليهم وما تركهم إلا ضجرًا فسألوه: أتتركنا ملالا منا يا رسول الله؟ أم إلى من هم خير منا؟

فقال لهم صلى الله عليه وسلم: "إني أمرت بقرية تأكل القرى يقولون: يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد" ١.

وإنما كانت المدينة هكذا لأنها تغزو غيرها، وتنتصر، وتكون حاضرة لسائر المدن والقرى وقد تحقق ذلك بتأسيس دولة الإسلام الكبرى.

وفي هذا تأكيد لبني عوف أنه صلى الله عليه وسلم ما تركهم ضجرًا أو سآمة.

وكان يوم وصوله صلى الله عليه وسلم إليها يومًا سعيدًا مشرقًا، امتلأت فيه قلوب الناس بالحب، وعمهم الفرح، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤسس لنفسه، وللمسلمين ما يحقق لهم الاستقرار والأمن في هذا المجتمع الجديد، وفي هذا المبحث سنتناول الأمور التالية:

أولا: الترحيب بقدوم الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: تأسيس المسجد النبوي.

ثالثًا: هجرة أهل الرسول صلى الله عليه وسلم.

رابعًا: تأمين سكن النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته.

وهي أمور تحتاج لتفصيل نورده فيما يلي:


١ صحيح البخاري، كتاب الحج باب فضل المدينة ج٣ ص٢٧٤.

<<  <   >  >>