[أولا: بعث عمال الصدقات إلى القبائل]
استهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر المحرم من السنة التاسعة بعد رجوعه إلى المدينة المنورة في مباشرة تبليغ الإسلام، وحماية استقرار الجزيرة، وتقوية إيمان القبائل، وإلزامهم بشرع الله تعالى، فأرسل للقبائل التي أعلنت إسلامها عمالا من قبله صلى الله عليه وسلم للحكم فيهم
بشرع الله، وأخذهم بما أمر الله تعالى مع تحصيل الصدقات والزكاة بعد فرضها ولذلك سموا بالمصدقين، وقد تكونت هذه الطائفة الأولى من المصدقين١ من:
١- عيينة بن حصن رضي الله عنه إلى بني تميم.
٢- يزيد بن الحصين رضي الله عنه إلى أسلم وغفار.
٣- عباد بن بشر الأشهلي رضي الله عنه إلى سليم ومزينة.
٤- رافع بن مكيث رضي الله عنه إلى جهينة.
٥- عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى بني فزارة.
٦- الضحاك بن سفيان رضي الله عنه إلى بني كلاب.
٧- بشير بن سفيان رضي الله عنه إلى بني كعب.
٨- ابن اللتبية الأزدي رضي الله عنه إلى بني ذبيان.
٩- المهاجر بن أمية رضي الله عنه إلى صنعاء، وخرج عليه الأسود العنسي.
١٠- زياد بن لبيد رضي الله عنه إلى حضر موت.
١١- عدي بن حاتم رضي الله عنه إلى طيئ وبني أسد.
١٢- مالك بن نويرة رضي الله عنه إلى بني حنظلة.
١٣- الزبرقان بن بدر رضي الله عنه إلى بني سعد "إلى قسم منهم".
١٤- قسيم بن عاصم رضي الله عنه إلى بني سعد "إلى قسم منهم".
١٥- العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه إلى البحرين.
١٦- علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى نجران لجمع الصدقة والجزية كليهما.
وكان صلى الله عليه وسلم يحافظ للقبيلة على هيكلها التنظيمي، فلها شيخها، وفيها أولوا الرأي والثقة. وكان عمال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القبائل يقومون بالتعليم والإرشاد، وتوجيه الناس إلى ما جاء به دين الله تعالى، كما يقومون بجمع الصدقات وإرسالها إلى المدينة, وقد عرفت القبائل ذلك فأطاعوا، واستقاموا وبذلك كانوا مؤمنين.
ويلاحظ أن إرسال هؤلاء العمال استغرق مدة طويلة امتدت من أول العام التاسع حتى وفاته صلى الله عليه وسلم.
١ الرحيق المختوم ص٤٢٤.