٣- الجهاد يصون كرامة الإنسان:
كرم الله الإنسان منذ خلقه، وسخر كل ما في الوجود لخدمته وسعادته، وأرسل إليه رسله وأنبياءه ليستقيموا به على المنهج الرباني السديد, لكن الإنسان ظلم نفسه، وبعد عن ربه فلعب به الهوى، واستحوذ عليه الشيطان، فصار عبدًا لشهواته وغرائزه.
وانتهز أنصار الشر خيبة الناس فتمكنوا منهم وحولوهم إلى قطعان من العبيد، وتحكموا في رقابهم تحكم المالك في غنمه ومواشيه, ولذلك انقسم العالم إلى جزئيات متناثرة تحت سيطرة أفراد مستبدين, وفقد الإنسان إرادته، وضاعت كرامته.
فلما جاء الإسلام وجد هذه الفوضى فكون من المسلمين أمة مجاهدة تنشر العدل، وتصون الأمن، وتحقق كرامة الإنسان.
لقد شرع الله الجهاد، وحدد وسائله وغاياته، وطبقه المسلمون بكل دقة وشدة حتى تحققت في عالم الواقع كرامة إنسانية عاشها كثيرون، كرامة لم يتصورها أحد من الناس.
لقد جاهد المسلمون بعد الهجرة أقل من عشر سنوات قاموا خلالها بأكثر من مائة غزوة وسرية، تحملوا خلالها كثيرًا من الألم والتعب، والشهادة لكنهم حققوا في عالم الحياة أمة عادلة منصفة, وأزاحوا من حياة الناس مظالم الفرس والروم، واستبداد العرب وجاهلية الفوضى والعصبية, وأوجدوا بدل ذلك الإنسان الكريم الذي يعيش لله، ويعمل لله، ويموت لله, وفي ذلك الدلالة على تكريم الجهاد للناس.
إن مقارنة أمينة بين وضعية العالم قبل الإسلام وبين وضعيته تحت سيادة الإسلام تؤكد مدى الخير الذي قدمه الإسلام للناس من كافة النواحي.
لقد نظم الإسلام حياة الناس.
- حدد حق الحاكم ومسئولياته، وواجباته.
- وضح حقوق الناس وصان لهم النفس، والعقل، والعرض، والمال، والاعتقاد.
- أرسى أسس السلوك القويم، وأعلى مكارم الأخلاق.
- بين العقوبات الملائمة للجرائم لصيانة المجتمعات البشرية من الهمجية والعدوان.
- أعلى مقام العلم وجعله حقًا ضروريًا لكل رجل وامرأة.
- دعا إلى السعي والعمل وبذل أقصى الوسع للنجاح ويسر لذلك الطريق.
- أعطى لكل فرد ما يستحقه من جزاء وثواب تبعًا لطاقاته العقلية وإمكاناته العملية.
- حدد حقوق كل من الرجل والمرأة بما يضمن لكليهما الحياة السعيدة المستقرة.
- حقق بين أفراد المجتمع تكافلا كاملا يحقق العدل والمساواة.
ولم يحقق الإسلام هذا في عالم الواقع إلا بجهاد المسلمين وتضحياتهم وتلك هي مسئولياتهم إلى يوم القيامة.