[الفصل الثالث: ركائز الدعوة المستفادة من المرحلة المدنية]
[مدخل]
...
[الفصل الثالث: ركائز الدعوة المستفادة من المرحلة المدنية]
تمهيد:
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم زاد وفير للإنسانية كلها، وللمسلمين على الخصوص.
فهو صلى الله عليه وسلم صورة شاملة للإسلام، يجمع كل حقائقه، ويوضح كافة جوانبه، جعله الله تعالى منبع العلوم والمعارف، وخصه بنزول الوحي والتنزيل، ووكله بجبريل عليه السلام يلقي إليه القرآن، ويوحي إليه بالأحاديث, وكل باحث عن شيء في الإسلام فمرجعه رسول الله، ومصدره ما أوحي إليه صلى الله عليه وسلم.
وهو صلى الله عليه وسلم تطبيق عملي للوحي المنزل، وتجسيد بشري لتعاليم الله تعالى، فعمله حجة، وسلوكه طريق، ومعاشه وحياته أسوة للناس أجمعين.
ولم يكن اهتمام علماء المسلمين بالسيرة النبوية إلا إبرازًا لمناط الأسوة والقدوة نظريًا وعمليًا، ولتبقى بين العالمين منارة هدى، ومصدر إشعاع وخير.
وحين أعانني الله تعالى على كتابة السيرة النبوية حاولت أن ألم بأحداثها جميعًا لتكون صفحة واضحة أمام من يطلع عليها لدرجة تغنيه عن أمهات الكتب، والمصادر القديمة للسيرة النبوية مع الإشارة إلى ما يستفاد من أحداثها واضعًا الحدث في صورته الناطقة بدوره في تحقيق الخير وصيانة الحقوق، وحاولت بعد ذلك أن أكتب بعض الركائز المفيدة للدعاة المعاصرين، ولكافة المسلمين، حتى لا تنقطع الأمة المسلمة عن ماضيها، وبذلك تعيش الحاضر بروح الماضي، وتعيد الماضي في صورة العصر الحديث.
وليعلم الجميع أنه لا جديد عن الدعوة إلى الله تعالى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل ما جاء بعد عصره صلى الله عليه وسلم فهو مستمد منه وراجع إليه.
وكل مسلم يبتعد عن رسول الله فهو بعيد عن الحق والصواب.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك للناس الإسلام حقيقة كاملة خالية من العوج والاضطراب وترك أمته تطبق الإسلام وتتلزم به, وعرفهم أن الفوز والفلاح في اتباع وحي الله تعالى، والالتزام الدقيق بالإسلام.
وقد أوجب الله تعالى الدعوة إلى دينه سبحانه وتعالى وكلف الأمة الإسلامة بأن تبلغ الإسلام للناس بالكيفية التي دعا بها رسول الله وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.
وفي هذا الفصل أورد أهم الركائز المستفادة من سيرة رسول الله في المدينة المنورة وذلك في المباحث التالية: