للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للمستضعفين، ولذا صاهره وتزوج ابنته عائشة رضي الله عنها١ بأمر الله تعالى.

توفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين من الهجرة، وصلى عليها أبو هريرة، ودفنت بالبقيع وعمرها ثمان وستون سنة.

الزوجة الرابعة: حفصة بنت عمر رضي الله عنها

تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها في شهر شعبان على رأس ثلاثين شهرًا من الهجرة.

كانت حفصة زوجة لـ"خنيس بن حذاقة السهمي" الصحابي الجليل، الذي شهد بدرًا وأحدًا، وتوفي بالمدينة بعد أحد مباشرة بجرح أصابه فيها فلما انقضت عدتها فكر أبوها في تزويجها, يقول أبوها عمر رضي الله عنه: فلقيت عثمان بن عفان رضي الله عنه فعرضت عليه حفصة، فقال: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر.

قال: سأنظر في أمري.

فلبثت ليالي ثم قال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا.

قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت له: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر، فلم يرجع إليّ شيئًا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان.

فلبثت ليالي، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه.

فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك؟

قلت: نعم.

قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها٢.

نعم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة في السنة الأولى من الهجرة، فكان هذا قرة عين لصاحبه أبي بكر، وخير مكافأة له في الدنيا على صدقه وإخلاصه.


١ انظر صحيح البخاري كتاب المناقب باب تزويج النبي عائشة ج٦ ص٢٠٢.
٢ صحيح البخاري كتاب المغازي باب حدثنا أبو اليمان ج٦ ص٢٦٢، وانظر الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد الشيباني ج٢٢ ص١٢٩، ١٣٠.

<<  <   >  >>