للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقي ربه، وكان صلى الله عليه وسلم ينام غالبًا على قفاه.

- يقول الشافعي رضي الله عنه: النوم على أربعة أنحاء:

نوم على القفا، وهو نوم الأنبياء عليهم السلام، يتفكرون في خلق السماوات والأرض ونوم على اليمين وهو نوم العلماء والعباد.

ونوم على الشمال وهو نوم الملوك ليهضم طعامهم.

ونوم على الوجه وهو نوم الشياطين.

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينام الرجل على وجهه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل مضطجع على بطنه، فقال: "هذه ضجعة لا يحبها الله عز وجل" ١.

- وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر بعد أن يستبين الفجر ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة٢.

ورؤي النبي صلى الله عليه وسلم مستلقيًا على ظهره واضعًا إحدى رجليه على الأخرى٣.

وفي ذلك إباحة الاستلقاء على الظهر ووضع إحدى الرجلين على الأخرى للراحة، ولكن هذه ليست نومة النبي صلى الله عليه وسلم المستديمة ولكنه صلى الله عليه وسلم نام بها، ويمكن فعلها في أوقات الراحة، وفي غيرها لمن أراد بعدما أباحها صلى الله عليه وسلم.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه قبل نومه.

- عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال: "اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت" ٤.

قال النووي في زاد المعاد:


١ سنن الترمذي باب ما جاء في كراهية الاضطجاع على البطن ج٥ ص٩٧.
٢ صحيح البخاري كتاب الأذان باب من انتظر الإقامة ج٢ ص١٤.
٣ صحيح البخاري كتاب الصلاة باب الاستلقاء في المسجد ج١ ص٣١٧.
٤ صحيح البخاري كتاب الدعوات ج١٠ ص٨٨.

<<  <   >  >>