للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان خروجه صلى الله عليه وسلم في أواخر جمادى الأولى، ورجوعه في أوائل جمادى الآخرة كما جاء في سيرة ابن إسحاق، ولعل هذا هو سبب اختلاف أهل السير في تعيين شهر هذه الغزوة١ لأن بعضهم يراها في جمادى الأولى، والبعض يراها في جمادى الآخرة.

وفي هذه الغزوة عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة عدم اعتداء مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة، وادعه رئيسهم مجدي بن عمرو الضمري، ورجع إلى المدينة بغير قتال٢.

واستخلف على المدينة في هذه الغزوة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وكان اللواء في هذه الغزوة أبيض، وحامله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه٣.

وفي هذه الغزوة كنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا بأبي تراب، وقصة ذلك أنه أرسله وعمار بن ياسر عيونًا على بني مدلج, فنظروا إليهم ساعة، ثم غشيهم النوم.

يقول عمار: فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صور، من النخل، وفي دقعاء من التراب قمنا، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن طالب: "ما لك يا أبا تراب". لما يرى عليه من التراب.

وكان علي رضي الله عنه إذا عتب على فاطمة في شيء لم يكلمها، ولم يقل لها شيئًا تكرهه إلا أنه يأخذ ترابًا فيضعه على رأسه، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عليه التراب عرف أنه عاتب على فاطمة، فيقول له: "ما لك يا أبا تراب"؟ ٤.

٨- سرية نخلة:

وقعت في رجب في العام الثاني الهجري على رأس سبعة عشر شهرًا من الهجرة حيث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة٥ في اثني عشر رجلا من المهاجرين كل اثنين يعتقبان على بعير.


١ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ج١ ص٥٩.
٢ فتح الباري ج٧ ص٥٧٩.
٣ فتح الباري ج٧ ص٢٨١.
٤ سيرة النبي ج١ ص٥٩٩-٦٠٠.
٥ نخلة بفتح النون وسكون الخاء موضع بالحجاز قريب من مكة فيه نخل وكروم.

<<  <   >  >>