وقد أفصحت هذا السرايا عن شجاعة المسلمين؛ لأنهم خرجوا بأعداد قليلة للتصدي للقوافل المكية، وهي في حراسة مئات من الرجال المسلحين.
ولم يحدث قتال في هذا السرايا، ومع ذلك فقد قامت بدورها في الاستطلاع، والمعرفة، وإرهاب كفار مكة، وتحييد سكان البوادي والأعراب، واختيار المكان المناسب للنزال والحرب ... الأمر الذي جعل المسلمين يخرجون لبدر حيث وقع القتال بينهم وبين أهل مكة وحدهم، من غير أن يساعد المكيين أحد.
وأيضًا فلقد أدت هذه السرايا إلى تفتح أذهان الناس، وتطلعهم لمعرفة شيء عن الله الذي يدعو محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان به، بعدما كانوا عنه منصرفين، وقد أدى ذلك إلى دخول كثير من الناس في الإسلام عقب غزوة بدر، لسابق علمهم به.
وقد ذهب بعض الفقهاء إلى القول بظفر صاحب المال المغصوب إن تمكن منه، وبخاصة إن كان المغتصب متمردًا على الشرع، والقانون، مستدلا بخروج المسلمين لأخذ أموالهم المغصوبة من القوافل حين يظفرون بها، وقد أباحها الله تعالى لهم.
ويرى المعارضون للظفر أن هذا الخروج كان في إطار سلطة شرعية، وكان استثناء للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته.
ولقد اشترك في هذه السرايا المهاجرون وحدهم لأنهم أصحاب الحق، وعليهم وحدهم أن يعملوا لاسترداده، والظفر به، أما غيرهم فلا حق لهم، ولو قاموا به لعد عدوانًا منهم، الأمر الذي يأباه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.