للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى البيهقي عن السائب بن أبي حبيش رضي الله عنه وكان مع المشركين في بدر أنه كان يقول: والله ما أسرني أحد من الناس.

فيقال له: فمن؟

فيقول: لما انهزمت قريش انهزمت معها، فيدركني رجل أبيض طويل على فرس أبلق بين السماء والأرض، فأوثقني رباطًا١.

وجاء عبد الرحمن بن عوف فوجدني مربوطًا، فنادى في العسكر: من أسر هذا؟ فليس أحد يزعم أنه أسرني، حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يابن أبي حبيش من أسرك"؟.

فقلت: لا أعرفه، وكرهت أن أخبره بالذي رأيت.

وهنا قال صلى الله عليه وسلم: "أسرك ملك من الملائكة" ٢.

وروى ابن سعد وأبو الشيخ بن عطية بن قيس قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال بدر جاء جبريل على فرس أنثى أحمر، عليه درعه، ومعه رمحه، فقال: يا محمد، إن الله بعثني إليك وأمرني ألا أفارقك حتى ترضى، هل رضيت؟

قال صلى الله عليه وسلم: "نعم، رضيت". فانصرف٣.

روى أبو يعلى عن جابر قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر إذ تبسم في صلاته، فلما قضى صلاته قلنا يا رسول الله: رأيناك تبسمت، قال: "مر بي ميكائيل وعلى جناحه أثر الغبار، وهو راجع من طلب القوم، فضحك إليّ فتبسمت إليه" ٤.

وروى البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما تعدون أهل بدر فيكم؟ ".

قلنا: من أفضل المسلمين، أو كلمة نحوها.

قال جبريل: وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة٥.

وروى ابن سعد عن عكرمة قال: كنا يومئذ يندر رأس الرجل لا يدري من


١ مسند أحمد ج٢ ص١٩٤ تحقيق أحمد شاكر.
٢ المغازي ج١ ص٧٩.
٣ الطبقات الكبرى ج٢ ص٢٧.
٤ بغية الرائد في تحقيق مجموع الزوائد ج٦ ص١١١.
٥ صحيح البخاري كتاب المغازي باب شهود الملائكة بدرًا ج٦ ص٢٥٦.

<<  <   >  >>