للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وباتت وجوه الأوس والخزرج ليلة الجمعة لست مضين من شوال، عليهم السلاح في المسجد، بباب النبي صلى الله عليه وسلم، خوفًا من بيات المشركين، وحرست المدينة حتى أصبحوا.

ب- رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا، فلما أصبح يوم الجمعة، واجتمع الناس خطب على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس، إني رأيت في منامي رؤيا رأيت كأني في درع حصينة، ورأيت كأن سيفي ذا الفقار انقصم، من عند ظبته -أي انكسر وتتلم من عند طرفه- ورأيت بقرًا تذبح، ورأيت كأني مردف كبشًا".

فقال الناس يا رسول الله، فما أولتها؟

قال صلى الله عليه وسلم: "أما الدرع الحصينة فالمدينة، فامكثوا فيها، وأما انقصام سيفي من عند ظبته فمصيبة في نفسي، أو قتل رجل من أهل بيتي وأما البقر المذبح فقتلى في أصحابي وأما أني مردف كبشًا فكبش الكتيبة نقتله إن شاء الله، ويراد به طلحة بن أبي طلحة"، وقد حدث١.

ج- المشاورة في خطة المواجهة:

جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الرأي من الصحابة ليشتركوا معه في وضع خطة للجهاد، والمقاومة، فقال صلى الله عليه وسلم: "أشيروا عليّ أيها الناس".

فتكلم الصحابة، واختلفوا في الرأي، حيث رأى أغلبهم الخروج لملاقاة الكفار خارج المدينة ورأى القليل غير ذلك.

وكان رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يخرج من المدينة، ووافقه عبد الله بن أبي، والأكابر من الصحابة مهاجرهم، وأنصارهم.

وقال صلى الله عليه وسلم: "امكثوا في المدينة، واجعلوا النساء والذراري في الآطام فإن دخلوا علينا قاتلناهم في الأزقة، فنحن أعلم بها منهم، ونرميهم من فوق الصياصي والآطام، وكان هذا هو الرأي وبخاصة أن الصحابة قد شبكوا المدينة بالبنيان من كل ناحية حتى صارت كالحصن".


١ فتح الباري ج٧ ص٣٤٦.

<<  <   >  >>