للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"اللهم لك الحمد كله, اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت! اللهم ابسط علينا من بركاتك، ورحمتك، وفضلك، وعافيتك، ورزقك!

اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول!

اللهم إني أسألك العون يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، والغناء يوم الفاقة.

اللهم إني أعوذ بك من شر ما أعطيتنا، ومن شر ما منعت منا!

اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين! اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين!

اللهم عذب الكفرة الذين يكذبون رسولك، ويصدون عن سبيلك!

اللهم أنزل عليهم رجسك وعذابك! اللهم اقتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق! آمين" ١.

وبعدها أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم سيره إلى المدينة في جو من الألم والأسف.

وامتلأت بيوت الأنصار والمهاجرين بالحزن على قتلاهم، فلما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سالمًا وجد الجميع العزاء في سلامته صلى الله عليه وسلم فواساهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشرهم بأن ذويهم في الجنة وأنهم سيشفعون لهم، فرضوا بما قدر لهم، وصبروا على ما أصابهم، وهو أليم شديد.

لقد قتل من بني عبد الأشهل اثنا عشر رجلا، وجاءت أم سعد بن معاذ فعزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابنها عمرو بن معاذ، وقال لها: "يا أم سعد أبشري، وبشري أهليهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعًا، وقد شفعوا في أهليهم".

قالت: رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يبكي عليهم بعد هذا.

ثم قالت: ادع يا رسول الله لمن خلفوا.

قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم أذهب حزن قلوبهم، وأجبر مصيبتهم، وأحسن الخلف على


١ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج٦ ص١٧٧ يقول الهيثمي ورجاله رجال الصحيح.

<<  <   >  >>