للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال لها: "احتسبي".

قالت: من يا رسول الله؟

قال: "مصعب بن عمير".

قالت: واحزناه!! وفي رواية أنها قالت: واعقراه.

فقال صلى الله عليه وسلم: "إن للزوج من المرأة مكانًا ما هو لأحد".

ثم قال لها: "لم قلت هذا".

قالت: يا رسول الله ذكرت يتم بنيه فراعني١.

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لولده أن يحسن الله عليهم الخلف، فتزوجت طلحة فولدت له محمد بن طلحة، وكان أوصل الناس لولدها٢.

وقد قتل من المشركين في أحد أربعة وعشرون قتيلا، وأسر منهم رجل واحد هو أبو عزة عمرو بن عبد الله بن عمير بن وهب من بني جمح وكان أسره في اليوم الثاني للمعركة والمسلمون في طريقهم إلى حمراء الأسد.

وفي الوقت الذي عاد فيه المسلمون إلى المدينة يداوون جرحاهم، ويعزي بعضهم بعضًا في القتلى والجرحى, نرى الكفار وقد عادوا منتصرين، وقتلاهم، أقل عددًا من قتلى المسلمين، وقد أخذوهم معهم إلى مكة حتى لا يحفر لهم قليب آخر.

لقد عاد المكيون من "أحد" منتصرين، وقد تصوروه نصرًا دائمًا يحقق لهم ما يبغون لكن الأيام أثبتت أنهم لم يحققوا شيئًا من الأهداف التي حاربوا لتحقيقها؛ لأن روج الإيمان في قلوب المسلمين لم تهن، ولم تضعف؛ ولذلك بادر المسلمون باتخاذ عدد من الأعمال بعد أحد أجهضت كل أحلام أعداء الإسلام من اليهود والمنافقين والأعراب وأهل مكة كما سيتضح من أحداث ما بعد "أحد".


١ المغازي ج١ ص٢٩١.
٢ المغازي ج١ ص٢٩٢.

<<  <   >  >>