يقول أنس رضي الله عنه كان أهل الخندق يؤتون بملء كفي من الشعير, فيصنع به إهالة سخنة توضع بين يدي القوم، والقوم جياع، وهي بشعة في الحلق، ولها ريح منتن.
يقول أبو طلحة: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع، فرفعنا أمامه بطوننا عن حجر حجر فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين.
وأثناء حفر الخندق عرض الرسول صلى الله عليه وسلم الغلمان فأجاز منهم عبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت، والبراء بن عازب لبلوغهم خمسة عشر عامًا كاملة, ورد من هم دون ذلك، إلا أنه صلى الله عليه وسلم سمح لهم بالاشتراك في حفر الخندق، وعادوا بعدها إلى المدينة.
واصل المسلمون عملهم في الحفر، فكانوا يعملون بالنهار، ويذهبون للمبيت في بيوتهم ليلا حتى أتموا الحفر.
وعندما وصل الأحزاب قرب المدينة فوجئوا بالخندق يمنعهم من دخول المدينة، فأخذوا يدورون حوله ليعثروا على نقطة ضعف، أو مكان ضيق يجتازونه فلم يجدوه، فأسقط في أيديهم فوقفوا على شاطئ الخندق، مكتفين بالحصار بدل القتال.