أخشى أن يؤتى الناس إلا منها". فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حضني قد دفئ وهو يقول: "ليت رجلا صالحًا يحرس هذه الثلمة الليلة". فسمع صوت السلاح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا"؟.
فقال سعد بن أبي وقاص: سعد يا رسول الله.
فقال صلى الله عليه وسلم: "عليك هذه الثلمة فاحرسها".
تقول عائشة: فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى سمعت غطيطه.
وكان عباد بن بشر، والزبير بن العوام، على حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى محمد بن عمر عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق، وكنا في قر شديد، فإني لأنظر إليه ليلة قام فصلى ما شاء الله أن يصلي في قبته، ثم خرج فنظر ساعة فأسمعه يقول: "هذه خيل المشركين تطيف بالخندق ". ثم نادى عباد بن بشر.
فقال عباد: لبيك!
قال: "أمعك أحد"؟.
قال: نعم، أنا في نفر من أصحابي نحرس قبتك.
قال صلى الله عليه وسلم: "خذ أصحابك فأطف بالخندق، فهذه خيل المشركين تطيف بكم، يطمعون أن يصيبوا منكم غرة، اللهم فادفع عنا شرهم، وانصرنا عليهم واغلبهم فلا يغلبهم أحد غيرك".
فخرج عباد في أصحابه فإذا هو بأبي سفيان بن حرب في خيل المشركين يطوفون بمضيق من الخندق، وقد نذر بهم المسلمون فرموهم بالحجارة والنبل حتى أذلقهم المسلمون بالرمي، فانكشفوا منهزمين إلى منازلهم.
قال عباد: ورجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يصلي فأخبرته.
قالت أم سلمة: يرحم الله عباد بن بشر، فإنه كان ألزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبته يحرسها أبدًا.
وكان المشركون يتناوبون بينهم، فيغدو أبو سفيان بن حرب في أصحابه يومًا، ويغدو خالد بن الوليد يومًا, ويغدو عمرو بن العاص يومًا، ويغدو هبيرة بن أبي وهب