قال سارية: قد أظهر الله تعالى نبيه ونصره على عدوه، فاخرج يابن أخي إليه فإنه لا يقتل من أتاه.
فحمل أسيد امرأته، وخرج وهي حامل تنتظر، وسار نحو مكة فألقت غلامًا عند قرن الثعالب وأتى أسيد أهله فلبس قميصًا واعتم، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسارية بن زنيم قائم بالسيف عند رأسه يحرسه، فأقبل أسيد حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد أهدرت دم أسيد؟
قال:"نعم".
قال: تقبل منه إن جاءك مؤمنًا؟
قال:"نعم".
فوضع يده في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: هذه يدي في يدك، أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد ألا إله إلا الله، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه وألقى يده على صدره.
٧- وفد أشجع:
قدمت أشجع على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الخندق وهم مائة ورأسهم مسعود بن رخيلة فنزلوا شعب سلع، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر لهم بأحمال التمر، فقالوا: يا محمد لا نعلم أحدًا من قومنا أقرب دارًا منك، ولا أقل عددًا، وقد ضقنا بحربك وبحرب قومك فجئنا نوادعك، فوادعهم صلى الله عليه وسلم ثم أسلموا بعد ذلك.
٨- وفد الأشعريين:
روى مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: $"أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وأضعف قلوبًا والإيمان يمان، والحكمة يمانية، السكينة في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في الفدَّادين من أهل الوبر قبل مطلع الشمس١.
١ صحيح مسلم كتاب الإيمان باب تفاضل أهل الإيمان ج٢ ص٣٠.