قدم وفد تجيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلاثة عشر رجلا، وساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرض الله عز وجل، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وأكرم منزلهم، وقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم سقنا إليك حق الله في أموالنا.
فقال صلى الله عليه وسلم:"ردوها فاقسموها على فقرائكم".
قالوا: يا رسول الله ما قدمنا عليك إلا بما فضل من فقرائنا.
فقال أبو بكر: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدم علينا وفد من العرب بمثل ما وفد به هذا الحي من تجيب.
فقال صلى الله عليه وسلم:"إن الهدى بيد الله عز وجل، فمن أراد الله به خيرًا شرح صدره للإيمان".
وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء فكتب لهم بها، وجعلوا يسألونه عن القرآن والسنن، فازداد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم رغبة، وأمر بلالا أن يحسن ضيافتهم١.
١٦- وفود بني تغلب:
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني تغلب ستة عشر رجلا مسلمين ونصارى عليهم صلب الذهب، فنزلوا دار رملة بنت الحارث، فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم النصارى على أن يقرهم على دينهم، وعلى أن لا يصبغوا أولادهم في النصرانية وأجاز المسلمين منهم بجوائزهم.
١٧- وفود ثمالة والحدان:
قدم عبد الله بن علس الثمالي، ومسلمة بن هاران الحداني على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من قومهما بعد فتح مكة، فأسلموا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومهم، وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بما فرض عليهم من الصدقة في أموالهم كتبه ثابت بن قيس بن شماس، وشهد فيه سعد بن عبادة، ومحمد بن مسلمة.