للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مساحة واحدة١.

يروي ابن سعد في طبقاته: أن حوائط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم كانت مكونة من جريد مطين بالطين، وسقفها من الجريد، وأبوابها من خشب العرعر الذي كان ينبت في بلاد العرب وللباب حلقة من ساج٢.

وقد استدل بعض العلماء بما ورد من أن الصحابة كانوا ينقرون باب النبي صلى الله عليه وسلم بأظافرهم على أن الأبواب لم تكن بها حلقة، إلا أن الظاهر من قوله بأظافرهم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفعلون ذلك تأدبًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة إزعاجه إذا ضربوا بأيديهم على الحلقة.

وكانت الحجرة متوسطة الارتفاع، ينال الواقف فيها السقف بيده، وكانت بسيطة الفرش.

وقد أعد النبي صلى الله عليه وسلم مكانًا خلف بيت فاطمة من جهة الشمال وجعله لمبيت الفقراء وهو المعروف بمكان الصفة.

أمر الوليد بن عبد الملك واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز بهدم حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وضمها للمسجد فبكى أبناء الصحابة وقالوا: ليتها تركت ولم تهدم حتى يطلع الناس على البناء، ويروا ما رضي الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، ومفاتيح خزائن الدنيا بيده٣.

ولعل في هدم الحجرات أسبابًا من أهمها عدم الحاجة إليها، وللاستفادة بها في توسعة المسجد، وحتى لا يتخذها المسلمون مزارًا يعبد، ولذلك لم يؤثر عن أحد من التابعين إنكارا، ولم يحدث أن عارض عمر بن عبد العزيز الأمر إليه بالهدم وهو من هو؟ إنه عمر بن عبد العزيز, وكفى!! لقد رضي بالهدم، ولم ينكر.

وعن عبد الله بن زيد الهذلي قال: رأيت بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، حين هدمها عمر بن عبد العزيز والي المدينة بأمر الوليد، كانت بيوتًا باللبن وبها حجر من جريد مطرورة بالطين، عددها تسعة بيوت، وهي ما بين بيت عائشة رضي الله عنها


١ سبل الهدى والرشاد ج٣ ص٥٠٧.
٢ طبقات ابن سعد ج١ ص٤٩٩.
٣ سبل الهدى والرشاد ج٣ ص٥٠٧.

<<  <   >  >>