للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد جاء الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن اللَّه تبارك وتعالى قال: (نعم) (١).

وفي لفظ قال - عز وجل -: ((قد فعلت)) (٢).

وقد جاء ما يشير إلى ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي اَلْخَطَأَ , وَالنِّسْيَانَ , وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ)) (٣).

{رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا}: أي لا تكلّفنا من الأعمال الشاقّة وإن أطقناها، كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال والأعباء الشديدة التي كانت عليهم.

{رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ}: وتكرير لفظ الربوبية في الآيات لإبراز مزيد من الضّراعة الموصل إلى كمال العبادة المؤذن إلى القبول والإجابة.

أي: لا تحمّلنا من التكليف والمصائب والبلاء ما لا نقدر عليه.

{وَاعْفُ عَنَّا} أي: ((اصفح عنّا فيما بيننا وبينك من تقصيرنا، وزللنا {وَاغْفِرْ لَنَا} أي: فيما بيننا وبين عبادك، فلا تُظهِر على مساوينا، وأعمالنا القبيحة.

{وَارْحَمْنَآ}: ((فيما يُستقبل فلا توقعنا بتوفيقك إلى ذنب آخر؛ ولهذا قالوا: إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء:

- أن يعفو اللَّه عنه فيما بينه وبينه.


(١) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنه - سبحانه وتعالى - لم يكلف إلا ما يطاق، برقم ١٢٥.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنه - سبحانه وتعالى - لم يكلف إلا ما يطاق، برقم ١٢٦.
(٣) سنن ابن ماجه، كتاب الطلاق، باب طلاق المكره والناسي، برقم ٢٠٤٥، والسنن الكبرى للبيهقي، ٦/ ٨٤، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، ١/ ١٢٣.

<<  <   >  >>