للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩٢ - ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ؛ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ؛ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ)) (١).

قوله: ((اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع)): فيه استعاذة من ألم الجوع، وشدة مصابرته؛ فإن الجوع يضعف القوى, ويشوش الدماغ, فيثير أفكاراً رديئة, وخيالات فاسدة, فيخل بوظائف العبادات، والمراقبات، ويثير الغضب، وسوء الخلق.

قوله: ((فإنه بئس الضجيع)): أي المضاجع, أي النائم معي في

الفراش الواحد, فلما كان يلازم صاحبه في المضجع سُمي ضجيعاً, وقوله: ((بئس)) لأنه يمنع استراحة البدن، وخُصّ الضجيع بالجوع لينبه على أن المراد الجوع الذي يلازم الليل والنهار.

قوله: ((وأعوذ بك من الخيانة)): وهي مخالفة الحق بنقض العهد في السر, وهي تشمل الخيانة بين العبد والعبد, وتشمل الخيانة بين العبد وربه تعالى، فهي شاملة لجميع التكاليف الشرعية التي أمر اللَّه - عز وجل -[بها] , قال اللَّه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ


(١) أخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستعاذة، برقم ١٥٤٧، والنسائي، كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من الجوع، برقم ٥٤٨٣، وفي السنن الكبرى، ٤/ ٤٥٢، برقم ٧٨٥١، وابن ماجه، كتاب الأطعمة، باب التعوذ من الجوع، برقم ٣٣٥٤، وابن حبان،
٣/ ٣٠٤، والحاكم، ١/ ٥٣٤، وأبو يعلى، ١١/ ٢٩٧، وعبد الرزاق، ١٠/ ٤٤٠، وابن أبي شيبة، ١٠/ ١٨٧، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود، ٢/ ٩١، وصحيح ابن ماجه،
٢/ ٢٣٨، وصحيح النسائي، ٣/ ١١١٢.

<<  <   >  >>