للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمرسلين، كان له نصيب من أدعية المؤمنين، كما قصَّ اللَّه لنا عن المؤمنة آسية زوج فرعون حين قالت: {وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (١)، فسألت النجاة من فرعون الظالم، ثمّ عمّمت سؤال النجاة من كلّ من يتّصف بهذه الصفة الشنيعة التي حرّمها ذو الجلال والإكرام على نفسه، وعلى عبيده.

فقد جاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة تعذيبها أنه قال: ((إِنَّ فِرْعَوْنَ أَوْتَدَ لِامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ فِي يديها ورجليها، فكان إِذَا تَفَرَّقُوا عَنْهَا أَطْلَقَتْهَا الْمَلَائِكَةُ، فَقَالَتْ:) رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (٢)، قَالَ: فَكَشَفَ لَهَا عَنْ بَيْتِهَا فِي الْجَنَّةِ)) (٣)، وهذا حكمه حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال بالرأي.

الفوائد:

١ - ينبغي للعبد أن يحرص في دعائه على سؤال اللَّه تعالى العصمة،


(١) سورة التحريم، الآية: ١١.
(٢) سورة التحريم، الآية: ١١.
(٣) أخرجها ابن جرير عن أبي رافع في التفسير، ٢٤/ ٤٠٩، وذكر فيه بعد ذكر الأوتاد: ((ثم جعل على ظهرها رحىً عظيمة حتى ماتت))، ولم يذكر تظليل الملائكة لامرأة فرعون، وبلفظه تفسير الصنعاني، ٢/ ٣٧١، ومستدرك الحاكم، ٢/ ٥٢٣، وصححه ووافقه الذهبي، وشعب الإيمان للبيهقي، ٣/ ١٧٨، وعزاها السيوطي في الدر المنثور، ١٤/ ٥٩٥ إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان عن سلمان - رضي الله عنه -، وبلفظ المتن أخرجه أبو يعلى، ١١/ ٣١٦، وصحح الشيخ الألباني لفظ المتن في السلسلة الصحيحة، ٦/ ٣٥، برقم ٢٥٠٨.

<<  <   >  >>