للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غيره، وهذا من كمال العبودية للَّه ربِّ العالمين، فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: ((أصابتني فاقة، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجدته يخطب الناس، وهو يقول: ((أَيُّهَا النَّاسُ وَاَللَّه مَهْمَا يَكُنْ عِنْدَنَا مَنْ خَيْرٍ فَلَنْ نَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ)) (١).

[٨ - عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.]

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، ولاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةَ يُسْألُ فِيهَا عَطَاءً فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ)) (٢).

((لأن مقصود الدعاء منه جلب النفع، ودفع الضر، فإن الدعاء على هؤلاء لا مصلحة وراءه، بل هو الضرر المحض على الداعي نفسه)) (٣).

بل أمرنا الشارع أن ندعو لأنفسنا ولأهلينا بالخير، دخل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة وقد شق بصره، ثم قال: ((إن الروح إذا قبض

تبعه البصر))، فضج ناس من أهله، فقال: ((لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ


(١) هو في صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، ٢/ ١٢٢، برقم ١٤٦٩، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل التعفف والصبر، ٢/ ٧٢٩، برقم ١٠٥٣ بلفظ: ((مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ)) دون ذكر لفاقة أبي سعيد - رضي الله عنه -.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر،
٤/ ٢٣٠٤، برقم ٣٠٠٩.
(٣) الدعاء، محمد الحمد، ص ٤٠.

<<  <   >  >>