للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠٢ - ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا)) (١).

[الشرح:]

هذا الدعاء المبارك الذي كان - صلى الله عليه وسلم - يستفتح بعد صلاة الصبح به كل يوم في غاية المناسبة؛ لأن الصبح هو بداية اليوم، ومفتتحه والمسلم ليس له مطمع في يومه إلا تحصيل هذه الأهداف، والمقاصد العظيمة، والأهداف النبيلة في تحديد همته في أول النهار، وهي ((العلم النافع، والرزق الطيب، والعمل المتقبل))، وكأنه في افتتاحه ليومه بذكر هذه المقاصد الثلاثة دون غيرها، يحدّد أهدافه ومقاصده في يومه، ولا ريب في ذلك أنه أجمع للقلب، وأضبط لسير العبد (٢)، ومسلكه في هذه الحياة، وفيه استعانة وتضرّع لربه في صباحه، وأول يومه أن يمدَّ له العون، والخير، والتوفيق للسير على هذه الأهداف كل يوم؛ فإن هذه المقاصد الثلاث عليها

الفلاح في الدنيا والآخرة.

وتأمّل كيف بدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الدعاء بسؤال اللَّه العلم النافع، قبل سؤاله الرزق الطيب، والعمل المتقبَّل، وفي هذا إشارة إلى أن العلم النافع مقدم به، وبه يبدأ، قال اللَّه تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ


(١) أخرجه ابن ماجه، كتاب الصلاة، باب ما يقال بعد التسليم، برقم ٩٢٥، والنسائي في السنن الكبرى، ٦/ ٣١، برقم ٩٨٥٠، وفي عمل اليوم والليلة له، برقم ١٠٢،وأحمد،
٤٤/ ١٤٠، برقم ٢٦٥٢١، ورقم و٢٦٦٠٢، ورقم ٢٦٧٠٠، ورقم ٢٦٧٣١، والحاكم،
١/ ٤٧٢، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، ١/ ١٥٢، برقم ٧٥٣.
(٢) فقه الأدعية، ٤/ ٤٠.

<<  <   >  >>