للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من دبيب النمل ... )) الحديث (١) , ومن الذنوب ما ينساه العبد، ولا يذكره وقت الاستغفار, فيحتاج العبد إلى استغفار عام من جميع ذنوبه، ما علم منها، وما لم يعلم, والكل قد علمه اللَّه، وأحصاه)) (٢).

ثم ختم دعاءه, بأحسن ختام, من صفات اللَّه تعالى العظام ((إنك

أنت علام الغيوب)): باسم من أسمائه المضافة, التي تدل على سعة العلم, فإن (علَّام) صيغة مبالغة لكثرة العلم وشموله, فهذا توسّل جليل, لهذا المقام العظيم, فيه غاية الأدب والتعظيم, للرب الجليل, وذلك أنه أكّده بـ (إنَّ) وضمير الفصل (أنت) الذي يفيد التأكيد, والحصر والقصر, في اختصاص رب العالمين بالعلم الواسع, ومن ضمنه ذلك الداعي السائل لهذه المطالب العلية, في الدين, والدنيا, والآخرة.

وأنت ترى رعاك اللَّه, إلى جلالة هذه الكلمات في هذه الدعوات, من المقاصد, والمطالب, والمضامين المهمّة؛ لذا أمر - صلى الله عليه وسلم - باكتنازها؛ لأنها هي الكنز الحقيقي الذي ينمو في ازدياد من الخير في الدار الدنيا, والادخار في الدار الآخرة.

١٣٣ - ((اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الْفِرْدَوْسَ أَعْلَى الْجَنَّة)) (٣).


(١) الأدب المفرد، برقم ٧١٦، وأحمد، ٢٣/ ٣٨٤، برقم ١٩٦٠٦، وأبو يعلى، ١/ ٦٠، وابن أبي شيبة، ١٠/ ٣٣٧، والطبراني في الأوسط، ٤/ ١٠، وعمل اليوم والليل لابن السني، برقم ٢٨٥، والترمذي في نوادر الأصول، ٤/ ١٠١، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، برقم ٧١٦، وصحيح الجامع الصغير، برقم ٣٧٣٠.
(٢) مجموع رسائل ابن رجب، ١/ ٣٩١ - ٣٩٢.
(٣) مأخوذ من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ... فَإذِا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ؛ فَإِنًّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ)). البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، برقم ٢٧٩٠، ورقم ٧٤٢٣.

<<  <   >  >>