ثم كرَّر - سبحانه وتعالى - الحثَّ على التأسِّي بهم، فقال:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} للمبالغة في التأسِّي بهم في أفعالهم، وأقوالهم، ودعائهم.
ثم قال:{لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّه وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} تهييج من اللَّه للمؤمنين باللَّه تعالى واليوم الآخر إلى الاقتداء والتأسِّي بهم.
الفوائد:
[في هذه الدعوات فوائد كثيرة، منها:]
١ - أهمية التوسّل إلى اللَّه تعالى بالعمل الصالح، وهو من موجبات إجابة الدعاء.
٢ - تذييل الدعاء باسم يناسب المطلوب، دلّ على ذلك ختمهم باسم (العزيز الحكيم).
٣ - أهمية سؤال اللَّه تعالى المغفرة، كما في غالب الأدعية القرآنية، والسنة النبوية؛ لما فيها من إزالة كل مرهوب.
٤ - أهمية تقديم الأهم في الدعاء، كما جاء في سؤالهم العصمة، والنجاة من المفسدين لدينهم، وعقيدتهم.
٥ - أهمية تكرير التوسل بربوبية اللَّه تعالى المؤذن للإجابة، والقبول، والعناية، والحفظ؛ لأنّ ربوبية اللَّه - عز وجل - ربوبيتان: عامة، وخاصة، فالعامة لجميع الخلائق، والخاصة لخواصّ خلقه من المؤمنين، فهم يسألون هذه الربوبية التي تقتضي ما ذكر من
(١) القواعد المثلى للعلامة ابن عثيمين رحمه الله، ص ١٠.