للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصبه)) (١).

[الشرح]

قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((بصدق)): قيد السؤال بهذا المطلب الجليل.

لأنه هو أساس قبول الأعمال، ومعيار صحة النية من الأقوال والأعمال والأخلاق.

قوله: ((بلغه اللَّه منازل الشهداء وإن مات على فراشه)): أي جازاه اللَّه تبارك وتعالى تفضلاً منه ونعمه، على صدق نيته وإخلاصها، المنازل العلا للشهداء، وإن مات على فراشه، أو على أي حالٍ مات فيها.

قال النووي رحمه اللَّه: ((فيه استحباب سؤال الشهادة، واستحباب نية الخير)) (٢).

وفي هذا دليل على سعة كرم اللَّه تعالى وفضله أنه يعطي العبد على صدق نيته مع حسن الدعاء، وقوة الرجاء، المنازل العلا وإن

لم يعملها، وأدلة ذلك في الكتاب والسنة لا حصر لها، فينبغي للعبد أن يحسن نيته، ويصلحها في طلب الأعمال الجليلة حتى يُعطاها وإن كان لم يفعلها، وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - معنى الشهادة في سبيل اللَّه تعالى: ((من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا فهو سبيل اللَّه)) (٣).

وقد بين كتاب ربنا - جل جلاله - في كثير من الآيات عظم منزلة الشهداء،


(١) مسلم، كتاب الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة، برقم ١٩٠٨.
(٢) شرح صحيح مسلم، ٧/ ٦٤.
(٣) البخاري، كتاب العلم، باب من سأل وهو قائم عالماً جالساً، برقم ١٢٣، ومسلم، كتاب الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، برقم ١٩٠٤.

<<  <   >  >>