للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الكفار، والظلمة، والفجرة، بتوليتهم علينا، فيكونوا سبباً لتعذيبنا في ديننا ودنيانا، ويجوز حمله على ملائكة العذاب في القبر، أو في النار، ولا مانع من إرادة الجميع، واللَّه تعالى أعلم (١). ويحسن بالداعي أن يستحضر كل هذه المعاني حال دعائه.

ولقد بيَّن اللَّه تعالى في عدة آيات سؤال الأنبياء والمؤمنين السلامة من الظالمين والكافرين كما ذكر اللَّه عن موسى - عليه السلام -: {رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (٢)، وإبراهيم والذين معه: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} (٣)، ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: {رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (٤).

٨٣ - ((اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأعُوذُ بِكَ أنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأعُوذُ بِكَ

مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ)) (٥).

[الشرح:]

قوله: ((من البخل)): الذي هو ضد الكرم؛ لأنه يؤدي إلى عدم


(١) الفتوحات الربانية، ٣/ ٢٧٠.
(٢) سورة القصص، الآية: ٢١.
(٣) سورة الممتحنة، الآية: ٥.
(٤) سورة المؤمنون، الآية: ٩٤.
(٥) البخاري، كتاب الدعوات، باب التعوذ من البخل، برقم ٦٣٧٠، وانظر في صحيح البخاري: الأرقام: ٢٨٢٢، و٦٣٦٥، و٦٣٧٤، و٦٣٩٠.

<<  <   >  >>