للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تبارك وتعالى لعباده على قوّة الهمم إلى الجدّ في السؤال بهذه الدعوات المباركات؛ لما تتضمنه من خيري الدنيا والآخرة.

وانظر فوائد هذه الدعوة في الدعوة القادمة.

٣٥ - {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (١).

هذه الدعوة المباركة تكملة لدعوات خليل الرحمن، فقوله: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ}: الخزي هو: الذل، والهوان.

يقال: خزي الرجل: لَحِقَه انكسار إما من نفسه وإما من غيره (٢).

أي اعصمني من الذلّ والهوان يوم القيامة، يوم بعث الخلائق لمحاسبتهم، فتضمّن هذا الطلب السلامة من الفضيحة بالتوبيخ على الذنوب، والعقوبة عليها. وهذا الدعاء من خليل الرحمن، كان من دعاء نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم لا تخزني يوم القيامة، ولا تخزني يوم البأس، فإن من تخزه يوم البأس فقد أخزيته)) (٣).

ثم ذكر العلّة في سؤاله لذاك اليوم: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ


(١) سورة الشعراء، الآيات: ٨٧ - ٨٩.
(٢) مفردات ألفاظ القرآن، مادة (خزي).
(٣) عمل اليوم والليلة لابن السني، برقم ١٢٨، وعلل الحديث لابن أبي حاتم، برقم ٢٠٦٥، والدعاء الأول منه في مسند أحمد، ٢٩/ ٥٩٦، برقم ١٨٠٥٦، والجملتان الأوليتان في المعجم الكبير للطبراني، ٣/ ٢٠، ومسند الفردوس للديلمي، ١/ ١٤٣، ورواية الإمام أحمد صححها الأرناؤوط في مسند أحمد، ٢٩/ ٥٩٦.

<<  <   >  >>