للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشرح:]

هذا الدعاء العظيم المبارك الجامع لكل خيرات الدنيا والآخرة تفصيلاً، وتنويعاً، فهو أشمل وأكثر الأحاديث التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التي فيها من التفصيل والتعميم والشمول في طلب كل أنواع الخير، وذلك ((إنَّ الجملة الطلبية إذا وقعت موقع الدعاء والسؤال، كان بسطها وتطويلها أنسب من اختصارها وحذفها؛ ولهذا يشرع تكرارها، وإبداؤها، وإعادتها؛ لأن في مقام الدعاء والتضرّع، وإظهار العبودية، والافتقار، واستحضار الأنواع التي يدعو بها العبد، ويسألها ربّه جلَّ وعلا أفضل، وأبلغ من اختصارها، فكلما كَثَّر العبدُ الدعاءَ، وطوَّله، وأعاده، وأبداه، ونوَّع جمله، كان ذلك أبلغ في عبوديته، وإظهار فقره، وتذلُّلِه، وحاجته، وكان ذلك أقربَ له من ربه، وأعظم لثوابه، واللَّه تعالى يحبُّ الملحِّين في الدعاء)) (١).

قوله: ((اللَّهم إني أسألك خير المسألة، وخير الدعاء)): استفتح هذا الدعاء المبارك بسؤال اللَّه تعالى خير المسألة، وخيرها هو:

أقواها تأثيراً في الإجابة، وأحسنها جمعاً للمطلوب الذي العبد أحوج إليه من غيره من خيري الدنيا والآخرة، وقوله (خير) على وزن فَعْل للتفضيل.


(١) جلاء الإفهام، ص ٢٣٠.

<<  <   >  >>