قوله:(ومن قلب لا يخشع): لقساوته؛ لا يتأثر بالمواعظ، وبالزواجر، ولا بالنصائح، وفي قرن الاستعاذة من علم لا ينفع بالقلب الذي لا يخشع، إشارة إلى أن العلم النافع ما أورث الخشوع للَّه تعالى.
قوله:(ومن نفس لا تشبع): من جمع حطام الدنيا، ولا تقنع بما أتيتها من فضلك، ولا تفتر عن الجمع، ويدخل كذلك بالنهمة، وهي كثرة الأكل، والطعام دون شبع.
قوله:(ومن دعوة لا يستجاب لها): لفقدها شروط الاستجابة، أو لسوء بالداعي (١) , أو لعدم حسن ظنه بربه بالإجابة، أو دعوةٍ لا
يحبها اللَّه لما فيها من سوء أو قطيعة رحم؛ فإن اللَّه تعالى سميع قريب مجيب كريم، لا يردُّ من دعاه لسعة كرمه وجوده وقربه من سائليه، فمن رُدَّ دعاؤه فقد خاب وخسر، والعياذ باللَّه، ومنع من خير الأبواب التي لا تغلق إلا على شقِيٍّ. ودلّ هذا الدعاء المبارك على أهمية التوسل بصفات اللَّه تعالى، ومنها صفة التزكية الفعلية (وزكها أنت خير من زكاها). فإن التوسل بصفات اللَّه تعالى وأسمائه أرجى في قبول الدعاء، ورفعه إلى ربّ الأرض والسماء.