للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية عن عثمان بن أبي العاص أنه سمع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اللَّهم إني أستهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي)) (١).

[المفردات:]

((اعزم لي)): العزيمة: عقد القلب على إمضاء الأمر (٢)؛ فإنَّ أصل العزم: هو الجد والصبر، قال اللَّه تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} (٣)، ((لأرشد)): الرشد هو: ضد الغيّ، وهو الطاعة والصلاح والصواب، ((أستهديك)): السين: سين الطلب، أي أطلب الهداية.

[الشرح:]

أمر رسولنا - صلى الله عليه وسلم - الرحمة للعالمين، الصحابي الجليل، عمران أن يسأل اللَّه تعالى أن يقيه شر النفس؛ لأنها هي أحد مبادئ ومنابع وأصول الشر؛ فإن شر النفس يولد الأعمال السيئة، والذنوب


(١) أخرجه أحمد، ٢٦/ ١٩٩، برقم ١٦٢٩٦، وابن أبي شيبة، ١٠/ ٢٨٢، برقم ٣٠٠٠٧)، والطبراني في الكبير، ٩/ ٥٣، برقم ٨٣٦٩، وأخرجه أيضًا: ابن حبان ٣/ ١٨٣، وقال الشيخ الألباني في تعليقه على رياض الصالحين، ص ٥٠٦: <إسناده جيد >، وصححه الوادعي في (صحيح المسند) مما ليس في الصحيحين، ٢/ ٧، برقم ٩٠٥، وبنحوه الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا أحمد بن منيع، برقم ٣٤٨٣.
(٢) فيض القدير، ٢/ ١٣٠.
(٣) سورة الأحقاف، الآية: ٣٥.

<<  <   >  >>