قوله:((وحسن عبادتك)): على القيام بها على الوجه الأكمل والأتمّ، ويكون ذلك من صدق الإخلاص للَّه فيها، واتّباع ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعدم الابتداع فيها.
١٢١ - ((اللَّهُمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لاَ يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لاَ يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ)) (١).
[المفردات:]
لا يرتدّ: لا يرجع من الإسلام إلى الكفر.
لاينفد: لا ينقطع.
[الشرح:]
هذا الدعاء العظيم من الأدعية العظيمة؛ لاشتماله على أعظم المقاصد، وأرجى المطالب، وأعلى الأماني في الدنيا والآخرة، فقد دعا به من خيرة الصحابة الميامين عبد اللَّه بن مسعود - رضي الله عنه -، في مرافقة سيد الأولين والآخرين في أعلى جنات النعيم، ولا شك أن هذا أعظم وأعلى المنازل؛ ولهذا كان - رضي الله عنه - يلازم هذا الدعاء في خير
الأعمال، وأفضلها، ألا وهي الصلاة، فقد كان - رضي الله عنه - يقول: ((قد صليت منذ كذا وكذا، ما صليت فريضة ولا تطوعاً إلا دعوت اللَّه به في دبر
(١) أخرجه ابن حبان، ٥/ ٣٠٣، برقم ١٩٧٠، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - موقوفاً، ورواه أحمد من طريق آخر، ٧/ ٣٥٩، برقم ٤٣٤٠، والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم ٨٦٩، والحاكم، ٣/ ٣١٧، وبنحوه الطبراني في الكبير، ٧/ ٤٥٣، برقم، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، تحت رقم ٢٣٠١، وفي التعليقات الحسان، برقم ١٩٦٧.