للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ)) (١).

قوله: ((وضلَعَ الدين)): أي شدّته وثقله، حتى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال؛ فلهذا استعاذ منه - صلى الله عليه وسلم -: لما فيه كذلك من شغل العبد عن القيام بالعبادة على الوجه الأكمل، والوقوع في المحذورات الشرعية كما سبق، مثل: الإخلاف في الوعد، والوقوع في الكذب.

واستعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من غلبة الرجال)): وهو تسلّطهم، وظلمهم، وغلبتهم بغير الحق، يؤدي إلى وهن النفس، وضعفها، وإلى الذلة والهوان، فيفتر عن الطاعة والعبادة (٢)؛ لما يوقع في النفس من الخور

والأحزان، والأوهام، الذي قد يؤدّي إلى الحقد، والانتقام.

فينبغي لكل مؤمن أن يُعنى بهذا الدعاء الجليل، فنحن في أشدّ الحاجة إليه في زمننا هذا، وقد تكالبت علينا الهموم، والغموم والأعداء من كل مكان، فنسأل اللَّه السلامة في ديننا ودنيانا.

١٤١ - ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ


(١) الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق، باب حدثنا قتيبة، برقم ٢٤٦٥، والدارمي، ١/ ٤٥، وصححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، برقم ٣١٦٩، وحسنه في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم ٩٤٩.
(٢) اللآلئ الدرية في شرح الأدعية النبوية، ص ٦٠.

<<  <   >  >>