للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المستلذات, والانهماك في الشهوات الباطلة, والاستعاذة كذلك من الزيغ والضلالات الفاسدة في الاعتقادات، والشبهات فإن الشر كل الشر أن يكون الهوى يُصيِّر صاحبه باتباعه كالعابد له, فلا شيء في الشر أزيد منه؛ لأنه يضيع الدنيا والدين والعياذ باللَّه، قال اللَّه - سبحانه وتعالى -: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} (١)، وهوى الشبهات أشد وأخطر من هوى الشهوات.

قوله: ((والأدواء)): [جمع داء، وهو المرض، والمعنى:] أعوذ بك من منكرات الأسقام، والأمراض الخطيرة, مثل الجذام، والبرص، والسل، والسرطان والأيدز، وغير ذلك، فهذه كلها بوائق الدهر, وإنما استعاذ - صلى الله عليه وسلم - من هذه الأربع المنكرات؛ لأن ابن آدم لا ينفك منها في تقلبه في ليله ونهاره (٢).

٧٨ - ((اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)) (٣).

[المفردات:]

العفوُّ: أصله المحو والطمس: مأخوذ من عفت الرياح الآثار إذا


(١) سورة الجاثية، الآية: ٢٣.
(٢) تحفة الذاكرين، ص ٤٢٢، وفيض القدير، ٢/ ١١٠ بتصرف.
(٣) الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا يوسف بن عيسى، برقم ٣٥١٣، والنسائي في الكبرى، برقم ٧٧١٢، وبنحوه ابن ماجه، أبواب الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، برقم ٣٨٥٠، ومسند أحمد، ٤٢/ ٢٣٦، برقم ٢٥٣٨٤، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٧٠.

<<  <   >  >>