أصل هذا الدعاء الجامع أن عائشة رضي اللَّه عنها أخبرت عن قيام الليل
للنبي - صلى الله عليه وسلم -، واستفتاحه بالصلاة بهذا الدعاء والذكر, فقالت: كان يكبر عشراً, ويسبح عشراً, ويستغفر عشراً, ثم ذكرت هذا الدعاء, وفي رواية أنه قال:((اللَّهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا، وضيق القيامة)) (١).
وهذا الدعاء قد جمع خيري الدنيا والآخرة، وكذلك فيه استعاذة من عظام الشرور في الدنيا والآخرة.
قوله:((اللَّهم اغفر لي)): أي استر يا اللَّه ذنوبي، وتجاوز عنها، ((واهدني)): فيه سؤال اللَّه الهداية الكاملة, وهي الدلالة والمعرفة إلى طرق الحق، والتوفيق على هذا الطريق المستقيم بأن لا يزيغ عنه إلى أن يلقى ربه - عز وجل - , فعندما يسأل العبد ((الهداية)) ينبغي له أن يستحضر هذه المعاني.
قوله:((وارزقني)): الرزق النافع الطيب الحلال الذي يعود على العبد بالبركة، والخير, و ((عافني)): أي من جميع البلايا والشرور في الدين والدنيا والآخرة, ففيه سؤال اللَّه السلامة الكاملة من كل شرّ, المتضمن العافية والصحة, ثم استعاذ اللَّه من ضيق المقام يوم القيامة؛ فإنه مقام عظيم من كثرة الخلق, والحر الشديد, والبلاء الرهيب, في هذا اليوم العصيب، فتلك الاستعاذة تتضمن سؤال اللَّه
(١) سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم ٥٠٨٧، والنسائي في الكبرى، كتاب صلاة العيدين، الخطبة يوم العيد، برقم ١٠٦٢٣، عمل اليوم والليلة لابن السني، برقم ٧٥٩، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم ١٣٥٦.