للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحول والقوة، وتعلّق القلب بحول اللَّه، وقوته؛ لقوله تعالى: {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} (١).

١٥ - أنَّ الشكوى إلى اللَّه تعالى لاتنافي الصبر، وإ نما هي من كمال العبودية للَّه تعالى.

١٦ - يُستحبّ التوسّل إلى اللَّه تعالى بنعمه، وعوائده الجميلة السابقة عليه؛ لقوله تعالى: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}، ((أي لم أشقَ يا ربّ بدعائك؛ لأنك لم تخيّب دعائي؛ بل كنت تجيب دعوتي، وتقضي حاجتي، فهوتوسّل إليه بما سلف من إجابته وإحسانه طالباً أن يجازيه على عادته التي عوّده من قضاء حوائجه، وإجابته إلى ما سأله)) (٢). لهذا يستحسن للداعي أن يستحضر نعم اللَّه تعالى عليه، وأنوع إحسانه بين يدي دعائه.

١٧ - ينبغي للداعي أن يكون جُلُّ دعائه في مطالب الدين؛ لقوله تعالى: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} (٣)، أي: ((وإني خفت من يتولى على بني إسرائيل من بعد موتي، ألاّ يقوموا بدينك حق القيام، ولا يدعوا عبادك إليك)) (٤).

١٨ - أنّ فعل الخيرات والمسارعة إليها من أعظم أسباب


(١) انظر: تفسير ابن سعدي، ص ٥٦٩، وتيسير اللطيف المنان، ص ١٣٢.
(٢) بدائع الفوائد، ٣/ ٥٠٤.
(٣) سورة مريم، الآية: ٥.
(٤) تفسير ابن سعدي، ص ٥٦٤.

<<  <   >  >>