للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُلو الألباب تحث العبد على الاجتهاد في الإكثار من الدعاء بها بتضرّعٍ وتذلّلٍ، ومما يدلّ على أهميتها ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقرؤها إذا قام من الليل (١).

تضمّنت هذه الدعوات الكثير من الفوائد المهمّة والجليلة:

١ - الحث على التأمّل في خلق السموات والأرض؛ لأنّ اللَّه تعالى ذكر فيهما آيات.

٢ - إنّ التأمّل في خلق اللَّه تعالى يثمر حسن العبادة: من الذكر، والتضرّع، والدّعاء، وزيادة الإيمان.

٣ - ((فضيلة إدامة ذكر اللَّه - عز وجل - على كل حال، وأنه من لوازم العقل ومقتضياته.

٤ - انتفاء الباطل في خلق اللَّه تعالى نصّاً مطلقاً، وإذا انتفى الباطل ثبت الحقّ في مقابله.

٥ - إثبات ما أثبته أهل السنة: أن الصفات المنفية لا يُراد بها مجرد النفي، وإنما يُراد بها النفي مع إثبات كمال الضدّ.


(١) أخرج الإمام البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: {إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ... } أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: ((بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً، ثُمَّ رَقَدَ، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ قَعَدَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ، فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ)). ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم ١٩١ (٧٦٣).

<<  <   >  >>