للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَعَدْلًا} (١)؛ لأن إخلاف الوعد إما أن يكون لكذب الواعد، وإما أن يكون لعجز الواعد، وكلا الأمرين منتفيين عن اللَّه جلّ وعلا (٢).

ثم بيّن - سبحانه وتعالى - من سننه القويمة التي لا تتغيّر ولا تتبدّل، كما قال عزّ شأنه: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} (٣)، أنه يجيب من دعاه، ولاذ ببابه، وبجنابه العظيم.

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} الآيات ... أكّد - سبحانه وتعالى - بالإجابة السريعة (كما دلّت الفاء)، والعظيمة بحصول مطلوبهم، كما دلّ على ذلك حرف (الفاء)، و (السين)، و (التاء) الذي يفيد المبالغة، والتأكيد (٤).

((وقوله: (ربهم)، ولم يقل اللَّه: (لأنهم كانوا يدعون بقولهم: {رَبَّنَا}، فالموقع هنا يقتضي الربوبية، وهي هنا ربوبية خاصة؛ لأن ربوبيته تعالى تنقسم إلى قسمين: عامّة وخاصّة، وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى: {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}، ((ومقتضى الربوبية العامّة مطلق التصرف، ومقتضى الربوبية الخاصّة النصر، والتأييد، و [الحفظ])) (٥).

وهذه الآيات البيّنات المشتملة على حسن الدعوات التي دعا بها


(١) سورة الأنعام، الآية: ١١٥.
(٢) تفسير آل عمران، لابن عثيمين، ٢/ ٥٦٥.
(٣) سورة فاطر، الآية: ٤٣.
(٤) تفسير الطاهر بن عاشور، ٣/ ٢٠٢.
(٥) تفسير آل عمران لابن عثيمين، ٢/ ٥٦٨.

<<  <   >  >>