للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشرح:]

هذا الدعاء جليل القدر, عظيم الشأن؛ لشرف متعلقه، وذلك أن: ((أنفع الدعاء: طلب العون على مرضاته, وأفضل المواهب: إسعافه بهذا المطلوب، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا, وعلى دفع ما يضادّه، وعلى تكميله، وتيسير أسبابه فتأملها, قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه: تأملت أنفع الدعاء, فإذا هو سؤال العون على مرضاته, ثم رأيته في الفاتحة في: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (١) > (٢).

لهذا وصَّى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حبيبه معاذاً أن لا يدع هذا الدعاء الجليل بعد كل صلاة، وكذلك حثّه - صلى الله عليه وسلم - بأسلوب التشويق والترغيب: ((أتحبون أن تجتهدوا)) للأمة كلها.

قوله: ((اللَّهم أعني على ذكرك)): فيه الطلب من اللَّه، والعون على القيام بذكره؛ لأنه أفضل الأعمال، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إنْفاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ > قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: <ذِكْرُ اللَّهِ تعالى)) (٣).


(١) سورة الفاتحة، الآية: ٥.
(٢) مدارج السالكين، ١/ ٧٥ - ٧٨.
(٣) أخرجه أحمد، ٣٦/ ٣٣، برقم ٢١٧٠٢، والترمذي، واللفظ له، كتاب الدعوات، باب منه، برقم ٣٣٧٧، وابن ماجه، كتاب الأدب، باب فضل الذكر، برقم ٣٣٧٠، والموطأ، ٢/ ٢٩٥، والحاكم، ١/ ٤٩٦، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم ٢٦٨٨، وصحيح ابن ماجه، برقم ٣٠٥٧.

<<  <   >  >>