للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المفردات:]

المعافاة: هي أن يعافيك اللَّه من الناس, ويعافيهم منك, وأن يُغْنِيك اللَّه عنهم، ويُغْنيهم عنك، ويَصْرف أذاهُم عنك، ويصرف أذَاكَ عنهم (١)، وحقيقتها حفظ اللَّه تبارك وتعالى للعبد, عن كل ما يكرهه, ويحزنه, ويسوءه في دينه, ودنياه, وآخرته.

[الشرح:]

هذه الدعوة المباركة, أخبر سيد الأولين والآخرين, أنها أفضل دعوة, فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من دعوة يدعو بها العبد، أفضل من: اللَّهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة)).

وجاء عن أبي بكر - رضي الله عنه - أنه خطب الناس على منبر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: قام رسول اللَّه في مقامي هذا عام الأوَّل، ثم بكى أبو بكر - رضي الله عنه - ثم سُرِّي عنه فقال: سمعت رسول اللَّه يقول: ((إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا فِي الدُّنْيَا خَيْرًا مِنَ الْيَقِينِ وَالْمُعَافَاةِ، فَسَلُوهُمَا اللَّهَ - عز وجل -)) (٢).

وقد تقدّم في الدعاء رقم (٧١) ((اللَّهم إني أسألك اليقين, والعفو, والعافية في الدنيا والآخرة)) , بشرح موسَّع لمعنى هذه


(١) نظر النهاية، ٦٢٧.
(٢) رواه أحمد في المسند، ١/ ٢١٢، برقم ٣٨، وأبو يعلى، ١/ ١٢١، وبنحوه في الترمذي، كتاب الدعوات، أحاديث شتى من أبواب الدعوات، برقم ٣٥٥٣، وسنن ابن ماجه، كتاب الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، برقم ٣٨٤٩، والسنن الكبرى للنسائي، ٦/ ٢٢٢، والسنن الصغير للبيهقي، ١/ ١٥، وصححه لغيره الأرناؤوط في تعليقه على المسند،
١/ ٢١٢، وصححه محقق مسند أبي يعلى، ١/ ١٢١.

<<  <   >  >>