للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالإضافة، نحو: رب الدار, ورب البيت (١).

[الشرح:]

هذه أول الدعوات النبوية الجليلة في كتاب المؤلف حفظه اللَّه تعالى ووفقه، بدأ بها لأنها كانت أكثر دعوات النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد جاءت هذه الدعوة في كتاب اللَّه بلفظ: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} (٢). وجاءت بالسنة بزيادة ((اللَّهم) فأصبح اللفظ: ((اللَّهم ربنا) ولم يأت مثل هذا اللفظ الجليل في القرآن العظيم: ((اللَّهم ربنا)) إلا في دعوة عيسى - عليه السلام -: {اللَّهمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} (٣).

فنادى اللَّه تعالى بهذا اللفظ مرتين: مرة بوصف الألوهية ((اللَّهم)) الجامعة لجميع الكمالات من الأسماء والصفات، ومرةً بوصف

الربوبية ((ربنا)) المنبئة عن التربية والإنعام، إظهاراً لغاية التضرع، ومبالغة في الدعاء استعطافاً لله تعالى ليجيب الدعاء (٤)، وذلك لعظم هذه الدعوة؛ لما فيها من جزيل المعاني، وعظيم المطالب والمقاصد، فقد جمعت معاني الدعاء كلِّه من خيري الدنيا والآخرة، [وفيها الالتجاء إلى اللَّه تعالى، وطلب الوقاية من عذاب النار، التي هي أعظم الشرور بأوجز لفظ، وهذا من جوامع الكلم التي أعطيها


(١) النهاية، ٢/ ١٧٩.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٠١.
(٣) سورة المائدة، الآية: ١١٤
(٤) تفسير أبي السعود، ٢/ ٣٤٠، والضوء المنير، ٢/ ٤٧٢.

<<  <   >  >>