للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاعتقادات الفاسدة، ومن حُبّ الدنيا من الشهوات والشبهات.

قوله: ((ومن شر منييِّ)): أي من شرِّ فرجي، بأن أوقعة في غير محلّه من الزنى، واللواط، والاستمناء، وغير ذلك من المحرّمات، أو يوقعني في مقدمات الزنى من النظر، واللمس، والمشي، والعزم، وأمثال ذلك؛ فإن شهوة الفرج من أعظم ما ابتُلي به الإنسان، فقد تؤدي إلى المسالك الرديئة، وإلى المهالك البعيدة، وخاصّة في هذا الزمان، مع كثرة دعاة الفتن والفساد، [وكثرة دواعيه]، وانتشارها، وكثرة وسائلها، وسهولة حصولها في كل مكان [إلاّ من رحمه الله تعالى].

ولا يخفى بتخصيص الاستعاذة من هذه الجوارح لما فيها من مناط الشهوة، ومثار الّلذة؛ ولأنها أصل كل شرٍّ وقاعدته ومنبعه؛ فإن اللَّه الحكيم جلّ قدره خلق هذه الآلات والحواس للانتفاع بها في

منابع الخير، كالطاعات، وسبل الخيرات، والتأمّل في الآفاق من عجائب [قدرة اللَّه - عز وجل -]، واستعمالها في الوقاية من الشرور والمعاصي، المؤدّية إلى الهلكات في الدنيا والآخرة.

٧٦ - ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ)) (١).


(١) أبو داود، أبواب الوتر، باب في الاستعاذة، برقم ١٥٥٤، والنسائي، كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من الجنون، برقم ٥٤٩٣، والطيالسي، ص ٢٦٨، وأحمد، ٢٠/ ٣٠٩، رقم ١٣٠٠٤، وابن حبان، ٣/ ٢٩٥، برقم ١٠١٧، والحاكم، ١/ ٧١٢، والضياء في المختارة، ٦/ ٣٤٠، وأبو يعلى، ٥/ ٢٧٧، برقم ٢٨٩٧، والطبراني في الصغير، ١/ ١٩٨، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، ٥/ ٢٧٦، وفي صحيح الجامع الصغير، برقم ١٢٨١.

<<  <   >  >>