للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للتحبب، صُغِّر تلطفاً، وطلباً لمزيد من الشفقة عليه، وفيه إيثار الأم لولدها.

قولها: ((ادع اللَّه له)): فيه طلب الدعاء للولد، أو غيره ممن يُتوسّم فيه الخير، والصلاح، من أهل الخير، وفيه أيضاً طلب دعاء المرء لغيره، ممن يحبه ويهمّه أمره.

قوله: ((اللَّهم أكثر مالي وولدي، وبارك لي فيما أعطيتني)): فيه جواز سؤال اللَّه كثرة المال، والولد مع البركة فيهما, وفيه استحباب أنه إذا دعا بشيء يتعلق في أمر من أمور الدنيا، أن يضمّ إلى دعائه طلب البركة، والصيانة فيه (١)، والبركة: هي الزيادة، والنماء، والدوام على الخير.

قوله: ((وأطل حياتي على طاعتك)): فيه جواز سؤال اللَّه طول

العمر، وأنه لا يخالف ما كتب اللَّه في اللوح المحفوظ؛ فإن الدعاء من جملة القدر المكتوب (٢)، ولكن يقيد بطاعة اللَّه؛ لأن طول العمر بغير طاعة لا خير فيه.

قال الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه: ((في هذا الحديث الكثير من الفوائد: جواز التصغير على معنى التلطف لا التحقير، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة، والدعاء بكثرة المال والولد، وأن ذلك لا ينافي الخير الأخروي، وفيه حسن التلطّف في السؤال، وفيه


(١) شرح الأدب المفرد، ٢/ ٣١٠.
(٢) من كلام العلامة الألباني رحمه اللَّه، السلسلة الصحيحة، بعد الحديث رقم ٢٢٤١.

<<  <   >  >>