للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الدعاء العظيم المبارك, في غاية الأهمية, فقد اشتمل على أعظم مطالب الدين, والدنيا, والآخرة, [و] فيه من جوامع الكلم التي لا تستقصيها هذه الوريقات لجلالة قدرها (١).

ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - شداد بن أوس, والصحابة - رضي الله عنهم - بالإكثار من هذا

الدعاء بأجمل الألفاظ، وأجلّ المعاني فقال: ((يا شداد بن أوس، إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة, فاكنز هؤلاء الكلمات)) (٢).

وفي لفظ ((إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم, فاكتنزوا الكلمات ... )) (٣).

ومما يدل على أهمية هذه الدعوات الطيبات أن النبي - صلى الله عليه وسلم -[كان يقولها في صلاته، ففي رواية عند ابن حبان، والطبراني، ولفظ الحديث عند النسائي عن شداد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -] [كان يقول في صلاته]: اللهم إني أسألك الثبات ... )) الحديث (٤).

أي أنه كان يكثر من هذه الدعوات (٥) في أعظم الأعمال، وهي الصلاة, فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((فأكثروا))، وأمر - صلى الله عليه وسلم - (باكتنازها)؛ لأن نفعها دائم لا


(١) قد شرح هذا الدعاء العلامة الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في مؤلف خاص له. انظر مجموع الرسائل له، ١/ ٣٦٢ - ٣٩٦.
(٢) أحمد، ٤/ ١٢٣، رقم ١٧١٥٥، أخرجه ابن أبي شيبة، ٦/ ٤٦، رقم ٢٩٣٥٨، والطبراني في الكبير، ٧/ ٢٧٩، برقم ٧١٣٥، وأبو نعيم في الحلية، ٦/ ٧٧، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم ٣٢٢٨.
(٣) ابن حبان، ٣/ ٢١٥، والمعجم الكبير للطبراني، ٧/ ٢٨٧، برقم ٧١٧٥، وصححه الألباني لغيره في التعليقات الحسان، برقم ٩٧١.
(٤) النسائي، برقم ١٣٠٤، والطبراني في المعجم الكبير، ٧/ ٢٩٤، برقم ٧١٧٨، ورقم ٧١٧٩، ورقم ٧١٨٠، وابن حبان في صحيحه، ٥/ ٣١٠، برقم ١٩٧٤، وقال الألباني في صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، ٢/ ٤٤٦، برقم ٢٠٤٧ - ٢٤١٦: ((صحيح لغيره)).
(٥) [تقدم] مراراً أن فعل المضارع بعد كان يفيد الدوام على الفعل، والاستمرار عليه.

<<  <   >  >>