للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيء في غيره (١).

قوله: ((ولا يقضى عليك)): أي: لا يقضي عليك أحد كائناً من كان، فالعباد لا يحكمون على اللَّه - عز وجل - بشيء، بل هو الذي يحكم عليهم بما شاء، ويقضي فيهم فيما يريد، ((ويدخل في هذا حكمه الشرعي، والقدري والجزائي)) (٢).

فقوله: ((ولا يقضى عليك)) من الصفات المنفيه عن اللَّه تعالى، فأي صفة تنفي عن اللَّه تعالى تقتضي نقصاً، فلا بد أن تتضمن كمالاً، كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (٣)، فنفى اللَّه تعالى أن يقتضي عليه أحد، أو يعقّب في حكمه ((وذلك لكمال ملكه، وعزته، وعظمته، وسلطانه، وحكمته، وعدله تبارك وتعالى)) (٤).

قوله: ((إنه لا يذل من واليت)): هذا كالتعليل لما سبق في قوله:

((وتولني فيمن توليت) يذلّ: بفتح فكسر، وكذا يعزّ (٥) أي: لا يصير ذليلاً حقيقة من واليته، فإن اللَّه - سبحانه وتعالى - إذا تولّى العبد، فلا يذلّ، ولا يلحقه هوان في الدنيا، ولا في الآخرة.

قوله: ((لا يعز من عاديت)) يعني: إذا عادى اللَّه تبارك وتعالى


(١) انظر: الفتوحات الربانية، ١/ ٥٤٥ شرح دعاء القنوت، ودروس وفتاوى في الحرم المكي ١/ ٣٩١، فقه الأدعية، ٣/ ١٧٨.
(٢) تيسير الكريم المنان، ٣٧٤.
(٣) سورة الرعد، الآية: ٤١.
(٤) النفي في صفات الله - عز وجل -، ٣٥٦ - ٧٥٦ بتصرف يسير جداً.
(٥) الفتوحات الربانية، ١/ ٥٤٥.

<<  <   >  >>