للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العباس نظر إِلى أبي طالب فرآه يحرك شفتيه فأصغى إِليه، فقال: (يا ابن أخي، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها) (١).

وكان أبو طالب شقيق عبد الله والد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك أوصى به عبد المطلب عند موته فكفله إِلى أن كبُر، وكان يذبُّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ويردُّ عنه كل من يؤذيه، وهو مقيم على دين قومه، وأخباره في حياطة النبي والذب عنه معروفة مشهورة، وممّا اشتهر من شعره في ذلك قوله:

والله لن يصلوا إِليك بجمعهم ... حتى أوسّدَ في التراب دفينا (٢)

وقوله:

كذبتم وبيتِ اللهِ نُبْزى محمدًا ... ولمَّا نقاتل حولَه ونناضلُ (٣)

ولم تكن قريش تنال من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ما تريد حتى مات أبو طالب (٤).

موت خديجة بنت خويلد زوج النبيّ (صلى الله عليه وسلم):

وماتت بعد أبي طالب، خديجة - رضي الله عنها - التي كانت وزير صدق على الإِسلام، وكان - صلى الله عليه وسلم - يسكن إِليها، وهي أول من أسلم.

وتوفيت - رضي الله عنها - بمكة، ودفنت بالحجون، وعاشت خمسًا وستين سنة، قضت منها أربعًا وعشرين سنة مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (٥).

قالت عائشة - رضي الله عنها -: (ما غِرتُ على امرأة ما غرت على خديجة، ممّا كنتُ أسمع من ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها، وما تزوّجني إِلا بعد موتها بثلاث سنين (٦).


(١) انظر: فتح الباري ٧/ ١٩٤.
(٢) ابن كثير، السيرة النبوية ١/ ٤٦٤.
(٣) المصدر نفسه ١/ ٤٨٨ ومعنى: نبزى: نُسلب ونُغلب
(٤) السيرة النبوية للذهبي ١/ ١٩٣.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) أخرجه البخاري في المناقب، باب توزيج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - خديجة ح (٣٨١٧)، ومسلم في فضائل الصحابة ح (٢٤٣٥).

<<  <   >  >>