للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جبريل آنفًا". قال: جبريل؟ قال: "نعم". قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة. فقرأ - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} (١) "أمّا أول أشراط الساعة، فنار تحشر الناس من المشرق إِلى المغرب، وأمّا أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وإِذا سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزعت". قال: أشهد أن لا إِله إِلا الله، وأشهد أنك رسول الله، يا رسول الله، إِن اليهود قومٌ بُهتٌ، وإِنهم إِن يعلموا بإِسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني. فجاءت اليهود، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أيّ رجل عبد الله فيكم؟ ". قالوا: خيرنا، وابن خيرنا، وسيدنا، وابن سيدنا. قال: "أرأيتم إِن أسلم عبد الله بن سلام". فقالوا: أعاذه الله من ذلك. فخرج عبد الله، فقال: أشهد أن لا إِله إِلا الله وأن محمدًا رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا. وانتقصوه، قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله (٢).

قال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (٣) قال سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: نزلت في عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - (٤).

٢ - موت أسعد بن زُرارة نقيب بني النجّار.

مات أسعد بن زرارة - رضي الله عنه - في شوال بعد مقدم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة بسبعة أشهر (٥)، توفي قبل أن يفرغ من بناء المسجد.

وهو أول من جمّع بالمدينة في نقيع الخَضِمات في هَزْمِ النّبيت (٦).


(١) سورة البقرة، آية ٩٧.
(٢) أخرجه البخاري في التفسير، باب {مَنْ كَانَ عَدُوًّالله} ح (٤٤٨٠).
(٣) سورة الأحقاف، آية ١٠.
(٤) صحيح البخاري ح رقم (٣٨١٢) ومسلم حديث رقم ح (٢٤٨٣).
(٥) انظر: ابن الأثير، أسد الغابة (١/ ٨٧).
(٦) انظر: البداية والنهاية (٣/ ٣٧٧، ٣٧٨).

<<  <   >  >>