للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الأنصار يبعثون بشياههم فنصيب من ذلك اللبن (١). وكان - صلى الله عليه وسلم - يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخدم في مهنة أهله (٢).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يجيب من دعاه من غني أو فقير ويحب المساكين، ويشهد جنائزهم، ويعود مرضاهم.

ولا يحقر فقيرًا لفقره، ولا يهاب مَلِكًا لملكه، يركب الفرس، والبعير، والبغلة، والحمار، ويردف خلفه عبده أو غيره.

وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يدع أحدًا يمشي خلفه، أحب اللباس إِليه الحبرة (٣)، ويحب البياض من الثياب، وأحب الطعام إِليه الحلو البارد. وأصابه في الخندق جهد فعصب على بطنه حجرًا من الجوع مع ما آتاه الله من خزائن الأرض.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يكثر الذِّكر، ويُقِلُّ اللغو، ويُطيل الصلاة، ويُقَصِّر الخطبة، ويحب الطيب، ويكره الرائحة الكريهة.

يألف أهل الشرف، ويكرم أهل الفضل، ولا يطوي بِشْرَه عن أحد، ولا يجفو عنه، يرى اللعب المباح فلا ينكره، يمزح ولا يقول إِلا حقا، يقبل معذرة المعتذر إِليه.

[خصائصه (صلى الله عليه وسلم).]

أفاض الله عَزَّ وَجَلَّ على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بخصائص وأكرمه بإِكرامات جليلة ومن ذلك أنه خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وأمته أفضل الأمم وهي معصومة من الإِجماع على ضلالة، وأصحابه خير القرون، وشريعته مؤبدة، وناسخة لجميع الشرائع.

نُصِر بالرعب مسيرة شهر، وجعلت له الأرض مسجدًا وطهورًا، وأحلّت له الغنائم،


(١) متفق عليه. وانظر: كتاب الإشارة للعلامة مغلطاي.
(٢) رواه البخاري ح٦٧٦.
(٣) متفق عليه؛ البخاري ح٣٥٦١، مسلم ٢٣٣٠.

<<  <   >  >>