للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[دروس وعبر]

١ - هذه النماذج من وفود العرب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُسلِمين، توضح مدى نجاح دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وانتشار الإِسلام في أرجاء الجزيرة العربية، وتوحيدها تحت راية الإيمان وتوحيد الله.

٢ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُعطي من حسن الخلق ما جعله يستوعب النماذج المختلفة، من الرجال والمواقف والأقوال، ويكسب حبها جميعًا، ويحسن التعامل معها، ويُقَدِّر رجالاتها، ويهيء لهم الضيافة والاستقبال، ويمكنهم من التعلم والفقه في الدين، ثم يحسن صلتهم وجوائزهم إِذا رجعوا إِلى بلدانهم، ويزودهم بالوصايا والآداب الإِسلامية التي جعلت منهم نماذج حية لمن وراءهم، في قبول الإِسلام والعمل بأحكامه وآدابه.

٣ - مدح صفة الحلم والآناة وأن الله يحبهما، وضدهما الطيش والعجلة وهما خلقان مذمومان (١).

٤ - التأني والصبر في الدعوة إِلى الله، وأن لا يعجل بالعقوبة والدعاء على العصاة (٢).

٥ - قال ابن القيم: وإِقرار الكاهن الكتابي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نبي لا يدخله في الإِسلام ما لم يلتزم طاعته ومتابعته. قال: ومن تأمل ما في السير والأخبار الثابتة من شهادة كثير من أهل الكتاب والمشركين للنبي بالرسالة وأنه صادق، فلم تدخلهم هذه الشهادة في الإِسلام، علم أن الإِسلام أمر وراء ذلك، وأنه ليس هو المعرفة والإِقرار، بل المعرفة والإِقرار، والانقياد والتزام طاعته ودينه ظاهرا وباطنا (٣).


(١) ابن القيم، زاد المعاد ٣/ ٦٠٨.
(٢) المصدر نفسه ٣/ ٦٢٧.
(٣) المصدر نفسه ٣/ ٦٣٨.

<<  <   >  >>