الصحيحين والسنن عن مغازي الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وعن دلائل نبوته، وعن فضائل الصحابة وعن الجهاد والسير، وغير ذلك.
والمصدران المذكوران [الكتاب والسنة] مصدران مهمان لنوعي مصادر السيرة النبوية فلا بد من تفهمهما وفهم أحكامهما حتى يكون لدى دارس السيرة مقدرة صحيحة على استخراج الدروس والعبر من وقائع السيرة، فإِنهما يمثلان المرجعية الشرعية التي لا بد منها في الاستفادة من درس السيرة النبوية وفهم أهدافها ومغزاها التربوي.
[٣ - كتب السيرة المختصة]
اهتم الصحابة وأبناؤهم، ومن بعدهم من التابعين، ومن تبعهم بتدوين أخبار وحوادث السيرة النبوية وتعليمها لأبنائهم، بل كانوا يعلمون أبناءهم مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحفظونهم إِياها كما يحفظونهم السورة من القرآن، وكان أبرز من اهتم بذلك البراء بن عازب - رضي الله عنه - الذي كان يملي أخبار السيرة على تلاميذه فيكتبونها بين يديه، وكذا عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - الذي رويت عنه مدونات في السيرة والمغازي النبوية، استفاد منها من جاء بعده، أمثال موسى بن عقبة صاحب المغازي، وعبد الله بن عمرو بن حزم الأنصاري. ومن التابعين الذين اهتموا بالسيرة، أبان بن عثمان بن عفان، (ت ١٠٥ هـ) الذي جمع كتاب مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعروة بن الزبير (ت ٩٤) وجاء بعد هؤلاء طبقات من أهل العلم أمثال:
أ- الإِمام الزهري (ت ١٢٤ هـ) الذي وصلت إِلينا مروياته في السيرة النبوية من خلال كتب المغازي، وكتب السنة النبوية، وله مغازي مطبوعة في جزء وهي مستخرجة من مصنف عبد الرزاق الصنعاني، وقد أنجز أحد الباحثين في الجامعة الإِسلامية (١) رسالة دكتوراه عن مغازي الإِمام الزهري وهي شاملة لمعظم أحداث السيرة النبوية.
(١) محمَّد عواجي، مغازي الإِمام الزهري- مجلدان، نشر المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة.